وقال ابن عفير إن أول من بنى الاسكندرية جبير المؤتفكي وكان قد سخر بها سبعين ألف بناء وسبعين ألف مخندق وسبعين ألف مقنطر فعمرها في مائتي سنة وكتب على العمودين اللذين عند البقرات بالإسكندرية وهما أساطين نحاس يعرفان بالمسلتين أنا جبير المؤتفكي عمرت هذه المدينة في شدتي وقوتي حين لا شيبة ولا هرم أضناني وكنزت أموالها في مراجل جبيرية وأطبقته بطبق من نحاس وجعلته داخل البحر وهذان العمودان بالإسكندرية عند مسجد الرحمة، وروى أيضا أنه كان مكتوبا عليهما بالحميرية أنا شداد بن عاد الذي نصب العماد وجند الأجناد وسد بساعده الواد بنيت هذه الأعمدة في شدتي وقوتي إذ لا موت ولا شيب وكنزت كنزا على البحر في خمسين ذراعا لا تصل إليه إلا أمة هي آخر الأمم وهي أمة محمد ﷺ، ويقال إنما دعا جبيرا المؤتفكي إلى بنائها أنه وجد بالقرب منها في مغارة على شاطىء البحر تابوتا من نحاس ففتحه فوجد فيه تابوتا من فضة ففتحه فإذا فيه درج من حجر ألماس ففتحه فإذا فيه مكحلة من ياقوتة حمراء مرودها عرق زبرجد أخضر فدعا بعض غلمانه فكحل إحدى عينيه بشيء مما كان في تلك المكحلة فعرف مواضع الكنوز ونظر إلى معادن الذهب ومغاص الدر فاستعان بذلك على بناء الاسكندرية وجعل فيها أساطين الذهب والفضة وأنواع الجواهر حتى إذا ارتفع بناؤها مقدار ذراع أصبح وقد ساخ في الأرض فأعاده أيضا فأصبح وقد ساخ فمكث على ذلك مائة سنة كلما ارتفع البناء ذراعا أصبح سائخا في الأرض فضاق ذرعا بذلك وكان من أهل تلك الأرض راع يرعى على شاطىء البحر وكان يفقد في كل ليلة شاة من غنمه إلى أن أضر به ذلك فارتصد ليلة فبينما كان يرصد فإذا بجارية قد خرجت من البحر كأجمل ما يكون من النساء فأخذت شاة من غنمه فباشر إليها وأمسكها قبل أن تعود إلى البحر وقبض على شعرها فامتنعت عليه ساعة ثم قهرها وسار بها إلى منزله فأقامت عنده مدة لا تأكل إلا اليسير ثم واقعها فأنست به وبأهله وأحبتهم ثم حملت وولدت فازداد أنسها وأنسهم بها فشكوا إليها يوما ما يقاسونه من تهدم بنائهم وسيوخه كلما علوه وأنهم إذا خرجوا بالليل اختطفوا فعملت لهم الطلسمات وصورت لهم الصور فاستقر البناء وتم أمر المدينة وأقام بها جبير المؤتفكي خمسمائة سنة ملكا لا ينازعه أحد وهو الذي نصب العمودين اللذين بها ويسميان المسلتين وكان أنفذ في قطعهما وحملهما إلى جبل بريم الأحمر سبعمائة عامل فقطعوهما وحملوهما ونصبهما في مكانهما غلام يقال له قطن بن جاود المؤتفكي وكان أشد من رؤي في الخلق فلما نصبهما على السرطانين النحاس جعل بإزائها بقرات نحاس كتب عليها خبره وخبر المدينة وكيف بناها ومبلغ النفقة عليها والمدة.
قال أبو علي أرمينية إذا أجرينا عليها حكم العريي كان القياس في همزتها أن تكون زائدة وحكمها أن تكسر لتكون مثل إنجفيل وإخريط وإطريح ونحو ذلك ثم ألحقت ياء النسبة ثم ألحق بعدها تاء التأنيث وكان القياس في النسبة إليها أرميني الأ أنها لما وافق بعد الراء منها مابعد الحاء في حنيفة حذفت الياء كما حذفت من حنيفة في النسب وأجريت ياء النسبة مجرى تاء التأنيث في حنيفة كما أجرينا مجراها في رومي وروم وسندي وسند أو يكون مثل بدوي ونحو مما غير فى النسب، قال أهل السير سميت أرمينية بأرمينا بن لنطا بن أومر بن يافث بن نوح عليه السلام وكان أول من نزلها وسكنها. قاضي مصر ثم دمشق، وهو أول من حكم بمذهب الشافعي بالشام وأشاعه بها وقد كان أهل الشام على مذهب الأوزاعي من حين مات إلى هذه السنة. فيها: عاثت القرامطة بسواد الكوفة، فظفر بعض العمال بطائفة منهم، فبعث برئيسهم إلى المعتضد وهو أبو الفوارس، فنال من العباس بين يدي الخليفة فأمر به فقلعت أضراسه وخلعت يداه، ثم قطعتا مع رجليه ثم قتل وصلب ببغداد.
وهو ابن امرأة نوح بن عبادة، ولد سنة ثلاث وثمانين ومائة، وسمع عبد الله بن داود الخريبي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وأبا داود الطيالسي، والأصمعي، وخلقا. سمع من يزيد بن هارون وقدم بغداد، وحدث بها أربعة أحاديث، ووعد الناس أن يحدثهم من الغد، فمات من ليلته عن مائة واثني عشر سنة. من قرى سغد سمرقند منها أبو فيد محمد بن محمد بن إسماعيل الإسفرنجي. دخلت يوما على المعتضد فدفع إلي كتابا فقرأته، فإذا فيه الرخص من زلل العلماء، قد جمعها له بعض الناس فقلت: كوزينة ألمنيوم 2024 يا أمير المؤمنين إنما جمع هذا زنديق. وقال جعيف السمرقندي الحاجب: كنت مع مولاي المعتضد في بعض متصيداته وقد انقطع عن العسكر وليس معه غيري، إذ خرج علينا أسد فقصد قصدنا فقال لي المعتضد: ورشة المنيوم الرياض يا جعيف أفيك خير اليوم؟ وكان أمر الخلافة قد ضعف في أيام عمه المعتمد، فلما ولي المعتضد أقام شعارها ورفع منارها. وفيها: أغارت الروم على بلاد طرسوس، وكان نائبها ابن الأخشيد قد توفي في العام الماضي، واستخلف على الثغر أبا ثابت، فطمعت الروم في تلك الناحية، وحشدوا عساكرهم، فالتقا بهم أبو ثابت فلم يقدر على مقاومتهم، فقتلوا من أصحابه جماعة، وأسروه فيمن أسروا، فاجتمع أهل الثغر على ابن الأعرابي فولوه أمرهم، وذلك في ربيع الآخر. فقال: والله ما كان هؤلاء الذين أخذوا القثاء، وإنما كانوا لصوصا قد قتلوا وأخذوا المال فوجب قتلهم، فبعثت فجئت بهم من السجن فقتلتهم، وأريت الناس أنهم الذين أخذوا القثاء، وأردت بذلك أن أرهب الجيش لئلا يفسدوا في الأرض، ويتعدوا على الناس، ويكفوا عن الأذى.
والله ما عاتبني في ذلك قط. فعجب الوزير من ذلك وقال: والله لا ينالك مني بعد اليوم سوء أبدا، ولقد حسنت نيتي فيك، وقد أحببتك. فقال: ويحك إنه دعاني إلى الإلحاد والكفر بالله فيما بيني وبينه، فلما دعاني إلى ذلك قلت له: يا هذا أنا ابن عم صاحب الشريعة، وأنا منتصب في منصبه فأكفر حتى أكون من غير قبيلته. ولم يكفه أن يقطع يده حتى قتله، وإني لم أقتل هذا على سرقته، وإنما هذا الأسود رجل من الزنج كان قد استأمن في حياة أبي، وإنه تقاول هو ورجل من المسلمين فضرب المسلم فقطع يده فمات المسلم، فأهدر أبي دم الرجل المقتول تأليفا للزنج، فآليت على نفسي لئن أنا قدرت عليه لأقتلنه، فما قدرت عليه إلا هذه الساعة فقتلته بذلك الرجل. وقد كانت هذه الواقعة في أواخر شعبان منها، فلما وقع هذا الأمر الفظيع انزعج الناس لذلك انزعاجا عظيما جدا، وهم أهل البصرة بالخروج منها، فمنعهم من ذلك نائبها أحمد الواثقي. وفيها: كانت زلزلة عظيمة ببلاد نسا، سقط منها عمارات كثيرة، وهلك بسببها خلق كثير. قال أبو الفتح التميمي الشاب كانت منازل إياد بن نزار بعين أباغ وأباغ رجل من العمالقة نزد ذلك الماء فنسب إليه.